الخميس، 15 يوليو 2010

المصالحة الفلسطينية ممنوعة لاشعار آخر


المصالحة الفلسطينية ممنوعة لاشعار آخر


المصالحة الفلسطينية ممنوعة لاشعار آخر

د.محمد احمد جميعان
  حسنا فعل الدكتور محمود الزهار في تصريحاته حول ملف المصالحة الفلسطينية، رغم انه لم يقل كل شيء واكتفى بالموجز من القول ، ولكنه وضع بعض النقاط على بعض الحروف، واستكمالها سيأتي تدريجيا على ما اعتقد، بحكم الظروف وقدر الجغرافيا السياسية ..
ربما تظلم حماس نفسها وهي تؤثر عدم الحديث ( تركيزا) فيما يعرض عليها من مصالحات، وتترك المجال واسعا للمقابل ليلوم حماس على عدم موافقتها على هذه الورقة او تلك النقطة او العبارة ،ويبقى الرأي العام في حيرة بين محبتهم للمقاومة كمنهج سليم للتحرير،وبين من يريد ان يحمل حماس وزر عدم المصالحة ..
ما يعرض على حماس "كما اعلم" لا يتعدى ما قلته سابقا في مقالة لي؛ يتمثل في حيل سياسية ولغوية وايحائية في استثمار المصالحة او استغلالها (بتعبير ادق) من اجل انتزاع اعتراف غير مباشر باسرائيل من قبل حماس ، تمهيدا ( وهنا الاخطر ) لايقاع حماس في مطب سياسي عميق يفهم منه مباركة حماس وتأييدها لاتفاق " سلام " جديد، سبق وتحدثت عنه ايضا لبيع فلسطين وتوطين اللاجئين خارجها تحت ما يسمى باقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة ..
المصالحة الحقيقية ، لايختلف عليها احد ، تبدأ باجرأءآت حسن النوايا من وقف للحملات الاعلامية، وتبادل اطلاق المعتقلين، وتبادل الزيارات، ومن ثم وضع اسس اتفاق سياسي وامني، او مرجعية سياسية وامنية معتبرة،تضمن ديمومة المصالحة، وادامة المقاومة، وبناء الاجهزة الامنية، والانتخابات، وكيفية التعامل مع اسرائيل وحتى المفاوضات ، وليس العكس ، كما يجري الان ، من خلال اتفاقيات تبدأ بمباركة حماس لاتفاقيات اوسلو وخارطة الطريق وما ياتي مستقبلا من اتفاقات جديدة ، مرورا باصلاح المنظمة والانتخابات وعودة الاجهزة الامنية الى غزة، ومن ثم تبويس اللحى والضحك على الشوارب؟! وهكذا حتى يعود الخصام ويشتعل من جديد!؟
المقابل؛ فلسطينيا واقليميا ودوليا، استنفذت اوراقهم الاستخبارية والعسكرية والاقتصادية والاعلامية والتشويهية .. للقضاء على حماس، من الحصار الى العدوان الى الضغوط الى الحصار مرة اخرى، ولم يصلوا الى نتيجة، بل ما حدث هو العكس ازدادت حماس قوة ومنعة باساليب مبتكرة اخترقت الحصار عبر الانفاق وغيرها ، ولم يعد امام المقابل الا ان يسلم بالامر الواقع؛ ان لا سلام دائم ( كما تحدث بيرس صراحة )ولا اتفاق آمن الا بمباركة حماس، ولم يعد امامهم سوى ادامة الحصار واللعب على ورقة المصالحة  من خلال استثمار الورقة الوحيدة الاخيرة في جعبتهم وهي " استغلال المصالحة " لتحقيق حلم (اسرائيل ) في ابتلاع الارض وتوطين اهلها في الشتات .
نعم، المصالحة، هي الورقة الاخيرة لاخضاع حماس ، فكيف تريدون منهم ان يتخلوا عن هذه الورقة او يفرطوا بها من خلال مصالحة حقيقية ؟! بالطبع لا ، وممنوع ان تتم هذه المصالحة دون استثمارها بالاتجاه المطلوب ، ولاشعار آخر ، احسب ان مدته لن تكون قريبة ..
لذلك على حماس ان تفكر مليا ، هل من مصلحتها الانتظار حتى يفرج المقابل عن المصالحة ؟ ام هل تبادر بنفسها ومعها الخيريين،وتشكل مرجعية سياسية وامنيةموسعةمن الشرفاء جميعهم،بكل اطيافهم وفصائلهم ومفكريهم..ليهيئواالساحة للمصالحة الحقيقية ويضعوا الامور في نصابها كما يجب؟
00962795849459/ \خلوي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق